سواء كانت التجارة أو العمل بشكلٍ عام في العالم الرقمي أو في العالم الواقعي غالباً ما ستتأثر بالفيروس لأن لمسات العامل البشري مازال لها تدخل بشكل أو بآخر ولهذا سيتأثرون بمبدأ التباعد الإجتماعي والذي طرأ علينا بعد ظهور الفيروس التاجي.
وكما أتى في تقرير أعده جيرالد بورتر جونيور وَجوردين هولمان في بلومبرج بعنوان التجارة الإلكترونية تتأثر أيضاً في ظل التباعد الإجتماعي.
في ختام شهر كان مبيعاته الأفضل على الإطلاق وهو شهر ديسمبر من العام 2019، كان ايريك باول المؤسس لِلمتجر الإلكتروني (راشيو كلوذينج)، كان يتطلع للحفاظ على مستوى مبيعاته من خلال إطلاق مجموعته الجديدة من ملابس الربيع والصيف.
ونتيجة لِزيادة انتشار الفيروس التاجي في بداية عام 2020، تأثرت مبيعات ايريك باول بشكلٍ حاد بعد الإسبوع الأول من مارس بالتحديد، وكما كان متوقع فقد أدى إنتشار الفيروس إلى تغير مفاجئ وجذري في إنفاق المستهلكين.
وعلى حسب قول باول، 38 عام، ومقره في دنفر، (وكأنني تلقيت صدمة من قطار شحن)، كما وقال (كنت أعلم أن الأمور ستسوء، ولكن لم أكن أعلم أنها ستصل لهذا السوء).
ومن تجربة إريك نستخلص أن التجارة الإلكتروني لن تسلم من تأثير الفيروس، حتى الشركات التي تعمل بشكل طبيعي وتعتمد على عدد قليل من المتاجر أو لا يوجد لها متاجر لكي يتم غلقها. فمنذ بداية 2020 انخفض نمو المبيعات عبر الإنترنت بشكلٍ عام إلى الصفر بعد أن بلغ نموه 30% في الربع السابق. ووفقاً لبيانات صادرة من (تشانل أدفايزور) إحدى شركات مجال برمجيات التجارة الإلكترونية، أن معظم الانخفاض بدأ يحتد في الأسبوع الأول من مارس.
وفي نفس الوقت أظهرت بيانات صادرة من شركة متخصصة في أبحاث التجارة الإلكترونية (ايدسون تريندس) أنه في الفترة ما بين 2 إلى 22 مارس شهدت مجموعة صغيرة من العلامات التجارية للتجارة الإلكترونية بما في ذلك (ستيتش فيكس) و (ثيرد لوف) إنخفاضاً إسبوعياً في المبيعات بنسبة 7%.
وحسب ما جاء على لسان مايك شَاباكِر كبير مسؤولي التسويق في (تشانل أدفايزور)، (إن المستهلكين يتصارعون مع الوباء والاقتصاد المتعثر، مع تحول أولويات إنفاقهم وسط الشكوك).
كما وأضاف شاباكِر (يركز الجميع الآن على الحصول ما يكفي من الطعام وورق التواليت وكل ما تحتاجه للعيش، وإذا تمكنا من الخروج من هذه سترتفع المعدلات مرة أخرى لتصل إلى مستواها الطبيعي ولفترة طويلة).
وبينما لا يزال الوقت مبكراً للخروج بتحليلات دقيقة، إلا أنه هناك علامات تجارية تتأثر بشكل أقل من غيرها في ظل هذا التحدي كما تظهر البيانات الصادرة من (إديسون تريندز)، حيث سجلت مبيعات العلامة التجارية الشهيرة للملابس التجارية نايكي Nike إنخفاضاً قليل نسبياً في الأسبوعين الأولين من شهر مارس، في حين شهدت أديداس Adidas المنافس الأشرس لِنايكي زيادة حادة يرجع أسبابها إلى الترويج الواسع.
ومع ذلك سيتمكن تجار التجزئة من تحمل بعض الخسائر الناتجة عن غلق متاجرهم، وكما ذُكر في تقرير كريستينا بوني والذي أصدرته موديز إنفيستور سيرفس، في حين قد تستفيد شركات إنتاج وتوزيع البقالة والمنتجات الأساسية، فلن يتمكن معظم منتجي مواد البناء من تعويض خسارة مَبيعاتهم على الإنترنت.
وطبقاً لِدارسة قامت بها كومرس نكست وهي شركة تسويق واستشارات في مجال التجارة الإلكترونية، أن ما يقرب من ثلثي المديرين التنفيذيين الذين أجريت عليهم الدراسة الاستقصائية، أنهم لم يشهدوا تغيراً كبيراً في المبيعات عبر الإنترنت اثناء فترة تفشي المرض، حتى مع وجود عدد كبير من السكان الملتزمين بعزل أنفسهم في منازلهم، ويصرح سكوت سيلفرمان مؤسس كومرس نكست أن ذلك راجع إلى حالة الشك العام التي أصيب بها المستهلكين، مما دفعهم إلى إعطاء اولوية الإنفاق إلى العائلة والسلع الأساسية.
في غضون ذلك ، يعمل باول بسرعة للحفاظ على نشاطه التجاري في الوقت الحالي، حيث قام بتسريع العديد من الموظفين بعد تقليص ميزانية الإعلانات على Google و Instagram حتى يستقر الوضع. وقال إنه نظراً لأن متجره يبيع قمصاناً معدة حسب الطلب، جاعلاً القمصان الموجودة في المخازن في حالة سحب مستمر، لذا فإن تقديم الخصومات في الوقت الحالي غير ممكن.
كما صرح قائلاً: في حين نتطلع إلى الأفضل ، علينا أن نخطط كذلك لِلأسوأ ، وببساطة لا يمكننا التنبؤ إلى متى سيستمر ذلك الوضع.
تواجه كايتلين موسيون ، 38 سنة ، نفس المشكلة في عملها في مجال بيع المجوهرات عبر الإنترنت، وتقول موسيون في أوائل شهر مارس، إن الطلب على منتجاتها والذي يشمل الخواتم و السلاسل والحلقان ، كان في نمو بنسب جيدة. ولكن بعد ذلك حدث انخفاض هائل ظل لِمدة خمسة أيام متتالية، حيث شاهدت مبيعاتها عبر الإنترنت انخفاض بشكل حاد.
كما صرحت موسيون: كشركة صغيرة ، إذا لم يستمر الناس في شراء منتجاتك، سَيتوقف عَملُك.
هل تريد ترك تعليقا؟
انضم لقائمتنا البريدية لتصلك مواضيع موقعنا مباشرة إلى بريدك الإلكترونى