قوانين التجارة الإلكترونية السعودية هي عبارة عن مجموعة من الشروط والضوابط التي تعمل على تنظيم عملية التجارة عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية، وحماية التجار والمستهلكين من التعرض لأي نوع من النصب أو الاحتيال أو الغش التجاري، بالإضافة إلى توفير المزيد من الدعم والثقة والأمان للمستهلكين أثناء إجراء عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت.
وقامت المملكة بوضع هذه القوانين مع نمو التجارة الإلكترونية بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة، حيث شهدت السعودية زيادة كبيرة وملحوظة في انتشار الإنترنت وارتفاع عدد مستخدمي الشبكة، خاصة خلال عامي 2020 و2021، ما دفع الكثير من التجار وأصحاب الأعمال والأنشطة المختلفة إلى بدء أعمالهم ومشاريعهم الخاصة عبر الإنترنت.
واحتلت المملكة العربية السعودية مكانة عالية في ترتيب أكبر أسواق التجارة الإلكترونية على مستوى العالم، حيث نمو السوق التجاري بأكثر من 25 مليار ريال سعودي تقريباً، ومن المتوقع أن يصل عدد مستخدمين سوق التجارة الإلكترونية في المملكة إلى 33 مليون مستخدم بحلول عام 2025.
وتستحوذ السعودية على نسبة كبيرة من المتاجر الإلكترونية المتوفرة في العالم العربي، إذ حاول الكثيرون الاستفادة من الفرص الهائلة والنمو المتزايد في التجارة عبر الإنترنت، وإقبال المستهلكين إلى التسوق الإلكتروني لسرعته وسهولة التعامل معه، فضلا عن توفير المزيد من الوقت والجهد في المتاجر التقليدية.
وضعت المملكة العربية السعودية مجموعة من القوانين التي تنظم التجارة الإلكترونية وتساعد على تنمية العمليات التجارية، وزيادة معدلات الاستثمار، حيث تساهم هذه القوانين والشروط في إحكام العلاقة بين التاجر والمتسوق، حفظ الحقوق الخاصة لكلا الطرفين، تحسين عمل المتاجر الإلكترونية، وتنظيم كل ما يتعلق بالممارسات التجارية بشكل عام، ما جعل التجارة الإلكترونية تحظى بشعبية كبيرة في المملكة.
وأعلنت المملكة عن بنود وتشريعات صارمة لكافة المتاجر الإلكترونية، بهدف حفظ حقوق وواجبات المتسوق أو التاجر وفقاً لأحكام القانون، حماية المستهلكين والمتعاملين مع المتاجر من أي عمليات احتيال أو سرقة، وكذلك تنظيم عملية التجارة عبر الإنترنت وتسهيل المعاملات الإلكترونية.
وأصدرت وزارة التجارة والاستثمار السعودية في فبراير عام 2015 مسودة قانون التجارة الإلكترونية، لمناقشته والتعديل عليه، وبعد ذلك الموافقة عليه من مجلس الشورى، حيث أقر المجلس عام 2018 مشروع قانون التجارة الإلكترونية بعد الاستماع إلى لجنة الاقتصاد وتعليقات الأعضاء وملحوظاتهم على القانون.
وبعد ذلك صدر المجلس بياناً جاء فيه: "على وزارة التجارة والاستثمار التنسيق مع الهيئة العامة للجمارك والجهات ذات العلاقة لوضع آلية تنظم تخليص طلبات الشحنات الشخصية المرسلة من المورد الأجنبي مباشرة للمستهلك، بما يكفل مراعاة متطلبات الجهات المختصة وحماية المستهلك وعدم الإضرار بالمستثمر المحلي".
وفي يوليو عام 2019، تم إقرار قانون التجارة الإلكترونية في السعودية رسمياً، وهو يتكون من 26 مادة مفصلة، تتناول جميع الأمور المتعلقة بالمعاملات التجارية عبر الإنترنت، والتي تتم بين العميل أو المستهلك وبين التاجر حسب نص القانون، كما يتضمن كافة القضايا المتعلقة بالسجل التجاري في التجارة الإلكترونية، وتحديد الجهات المعنية بتنظيم التجارة في المملكة.
وتنفذ كافة البنود والتشريعات في قانون التجارة الإلكترونية بالسعودية على كل من يقدم خدمة أو منتج أو أي سلعة عن طريق الإنترنت ولكل من يمارس نشاط تجاري في المملكة بشكل عام، وقد ساعد هذا القانون على تنمية التجارة الإلكترونية في السعودية وإدخال المتاجر الكبرى والشهيرة إليها مثل أمازون.
هناك بعض الشروط الموجودة في قانون التجارة السعودية، والتي تخص التاجر أو صاحب المتجر، وتشمل:
يوجد بعض الشروط المتعلقة بالمستهلك أو العميل والتي تدعم حقوقه وحماية بياناته وخصوصياته عند التعامل مع المتاجر الإلكترونية، وتشمل:
وضعت السعودية بعض الضوابط والشروط للحفاظ على حقوق المستهلكين، إذ ينبغي على المتجر الإلكتروني أو صاحبه إبلاغ وزارة التجارة والاستثمار حال تعرض بيانات العميل للاختراق، خلال 3 أيام، مع توضيح التفاصيل الخاصة بالاختراق وكيفية معالجته، بالإضافة إلى عدم إعفاء صاحب المتجر من المسؤولية.
وحظرت وزارة التجارة تضمين أي منتج أو خدمة على بيانات كاذبة أو مضللة أو خادعة للمستهلك، وأيضاً استعمال أي شعار أو علامة تجارية غير خاصة بصاحب المتجر أو لا يحق له استخدامها، وفي حال مخالفة هذه الشروط أو الضوابط، ستقوم الوزارة بإنذاره، وفرض عقوبات عليه، تشمل إيقاف ممارسة مهنة التجارة الإلكترونية بشكل مؤقت أو دائم، حجب المتجر الإلكتروني بشكل كلي أو جزئي، وغرامات مالية قد تصل إلى مليون ريال.
هل تريد ترك تعليقا؟
انضم لقائمتنا البريدية لتصلك مواضيع موقعنا مباشرة إلى بريدك الإلكترونى