التجارة الإلكترونية هي مصطلح شامل وواسع، يشير إلى عمليات الشراء والبيع الخاصة بالخدمات والمنتجات التي تتم عبر الإنترنت، سواء بين الأفراد أو الشركات أو العملاء أو المؤسسات الكبرى، لذا فهو ليس مقتصر فقط على المتاجر الإلكترونية ، بل يمتد ليضم معظم المعاملات التجارية والأعمال المختلفة عبر المنصات الرقمية، التي تساعد في تنظيم عمليات الاقتصاد في البلاد.
وتشتمل التجارة الإلكترونية على كافة المعاملات المالية والرقمية والتحويلات البنكية المختلفة التي تتم عبر الإنترنت، وتحمل العديد من المميزات الهائلة لأي دولة، أبرزها السهولة والمرونة في التعاملات التجارية، توفير الوقت والجهد في شراء البضائع والمنتجات، إمكانية توسيع التجارة وفتح أسواق جديدة وتوفير فرص عمل متنوعة للكثير من الشباب والفتيات، بالإضافة إلى تكوين قاعدة كبيرة من العملاء والمستهلكين، ما يعزز من نمو الأنشطة الاقتصادية المختلفة.
وتُعتبر السعودية من أهم الدول العربية التي انتشرت فيها التجارة الإلكترونية بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، وحققت نتائج جيدة وأرقامًا مُذهلة، حيث تأتي في المرتبة الـ 25 في قائمة ترتيب أكبر أسواق التجارة الإلكترونية حول العالم، إذ تخطى عائداتها 7 مليارات دولار الأعوام الماضية، لما يقارب من 25 مليون مستخدم في كافة أنحاء السعودية، ومن المتوقع أن يصل إلى 33 مليون مستخدم مع بداية 2024.
وتتمتع التجارة الإلكترونية بأهمية كبيرة في السعودية، خاصة مع إقبال الكثيرون على الشراء عبر الإنترنت من متاجر البيع المختلفة، واتجهوا إلى إنجاز معظم معاملاتهم واستثماراتهم عبر مواقع التواصل، وانتشار المتاجر الإلكترونية المختلفة، بالإضافة إلى اهتمام السعوديين بالحصول على كافة الخدمات والمنتجات إلكترونيًا، نظراً لسهولة التعامل والسرعة في إتمام العمليات التجارية المتنوعة، وتوفير جميع احتياجات الأشخاص وبأسعار مناسبة ومعقولة.
نمت التجارة الإلكترونية في السعودية بشكل غير مسبوق، إذ حققت ملايين الدولارات للتجار وأصحاب المشاريع المختلفة، وأصبحت المملكة من أكثر 10 دول التي تطورت في مجال التجارة الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة، بفضل التحول السريع إلى الشراء عبر الإنترنت، للحصول على مزايا عديدة كالراحة والسهولة في التوصيل للمنازل، توفير الوقت، عروض الإنترنت الجذابة، فضلا عن العديد من المنتجات والخدمات التي يمكن لكل شخص اختيار ما يناسبه منها.
يوجد بعض الشروط التي ينبغي توافرها لكي يتمكن أي تاجر من ممارسة نشاطه الإلكتروني بشكل قانوني، وذلك لزيادة عملية التجارة وتوسعها بين التاجر والمستهلك، وضمان الحقوق لكلا من الطرفين، وتتمثل هذه الشروط في:
أصدرت وزارة التجارة والاستثمار السعودية، يوليو عام 2019 قانون ينظم المعاملات التجارية التي تتم عبر الإنترنت ومواقع التواصل المختلفة في المملكة، خاصة مع تزايد عمليات البيع والشراء والتسوق الإلكتروني، واهتمام السعوديين بالحصول على منتجاتهم وخدماتهم إلكترونيًا.
ويتضمن القانون حوالي 26 مادة شملت كافة الإجراءات المتعلقة بالمعاملات التجارية، التي يتم تطبيقها على كل من يمارس نشاطًا الكترونيًا أو يقدم خدمة أو منتج معين أو أي سلعة عن طريق الإنترنت، في المملكة وخارجها، وذلك لحفظ حقوق المستهلك والتاجر، وتنشيط العمليات التجارية عبر الإنترنت، وكسب ثقة واهتمام الأشخاص في الاتجاه لهذا النمط في شراء متطلباتهم بشكل آمن وسلس، بالإضافة إلى القضاء على أي عمليات سرقة أو غش أو احتيال أو تضليل أو نصب على المستهلك.
تُنفذ شروط قانون التجارة الإلكترونية في السعودية على كل من التاجر داخل المملكة، المستهلك أو العميل، بالإضافة إلى من يقدم منتجات أو خدمات داخل المملكة بطريقة تسهل على المستهلك الحصول عليها، وتشمل الشروط:
تتجه السعودية إلى تعزيز مستقبل التجارة الإلكترونية بها، خاصة مع إطلاق رؤية 2030، من خلال المساهمة في زيادة عمليات الشراء عبر الإنترنت، وارتفاع معدلات الإيرادات والمدفوعات، كما أن تطوير البنية التحتية والتحول الرقمي الذي تشهده المملكة، سيؤدي إلى نمو حجم التجارة الإلكترونية وتوسعها في الاسواق المختلفة في المستقبل.
وتسعى السعودية إلى تعزيز التحول الرقمي عن طريق الاعتماد على الخدمات الإلكترونية وتقليل الاعتماد على الأوراق والمستندات في إتمام كافة المعاملات، مثل التأشيرات والتراخيص والفواتير والمدفوعات، ما يسهل من عملية التحول الرقمي في التسوق الإلكتروني، خاصة مع ارتفاع معدل استخدام السعوديين للمواقع الإلكترونية في عمليات الشراء والبيع، ما دفع التجار إلى إنشاء متاجر إلكترونية.
لذا من المتوقع أن تتطور التجارة الإلكترونية في السعودية خلال السنوات المقبلة، والتحويل إلى أنظمة الدفع والتسليم في المستقبل، وبالتالي زيادة الإقبال على المحافظ الإلكترونية والخدمات المصرفية وبطاقات الائتمان، ما سيؤدي إلى نمو وتطور مستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية.
هل تريد ترك تعليقا؟
انضم لقائمتنا البريدية لتصلك مواضيع موقعنا مباشرة إلى بريدك الإلكترونى