التجارة الالكترونية هي كافة المعاملات التي تتم عبر الإنترنت من بيع وشراء للسلع والمنتجات والخدمات وغيرها، وتشمل أيضاً جميع المعاملات المالية وخدمات التسوق، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياتنا اليومية، خاصة بعد انتشار المواقع والمتاجر الإلكترونية، نتيحة للتقدم التكنولوجي والتحول الرقمي خاصة في عالم الاقتصاد والتجارة.
انتشرت التجارة الالكترونية على نطاق واسع في أوائل القرن الـ20، لكن كانت بداياتها في سبعينيات القرن الماضي، حينما حدث تبادل المعلومات عبر الإنترنت بين الشركات والمنظمات على المستوى المحلي والعالمي، ومنذ ذلك الوقت ظهر مصطلح التجارة الالكترونية، وازدادت أهميتها يوماً بعد يوم وحققت نجاحاً ملحوظاً في معظم دول العالم.
والتجارة الالكترونية مجال واسع وشامل، إذ أصبحت لها شعبية كبيرة، بسبب ارتفاع عدد المستخدمين للمواقع والمتاجر الإلكترونية عبرالإنترنت، حيث بات الكثير من الأشخاص يقضون معظم أوقاتهم في تصفح المواقع الإلكترونية، ما دفع التجار وأصحاب الأعمال والشركات إلى الترويج لخدماتهم ومنتجاتهم وتسويقها على الإنترنت.
احتلت التجارة الالكترونية في السعودية مكانة عالية على المستوى المحلى والعالمي، إذ تُعد من أكثر الدول جاذبية للأعمال التجارية في الشرق الأوسط، خاصة مع اتجاه العديد من المتسوقين إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على خدماتهم ومتطلباتهم، وتوفير حكومة المملكة العديد من الإمكانيات والفرص الهائلة للتجار والمهتمين بهذا المجال.
وباتت التجارة الالكترونية تنمو وتتطور في السعودية يوماً بعد يوم، واحتلت المرتبة الثانية عربياً والخامسة والعشرين عالمياً كأحد أكبر أسواق التجارة الالكترونية، وتجاوزت إيراداتها خلال الأعوام الماضية، ما يتخطى 8 مليارات دولار أميركي، ومن المتوقع استمرار نمو قطاع التجارة الالكترونية في المُستقبل لتبلغ حوالي 20 مليون دولار أمريكي.
وبشكل عام، فالتجارة الالكترونية في تغير وتطور مستمر، بسبب التغيرات التي تطرأ على الأسواق التجارية، ودخول الكثير من الشركات والأفراد في هذا المجال، فضلا عن لجوء العديد من رجال الأعمال واصحاب المشاريع إلى الاستثمار في التجارة عبر الإنترنت، وتحقيق معدل مبيعات وأرباح عالية.
وهناك فرص متنوعة لمن يرغب في إنشاء مشروع تجاري خاص به ودخول عالم التجارة الالكترونية، بعد التطور الكبير والمذهل في التقنيات الرقمية وحلول الدفع والبنية التحتية للإنترنت، منصات التجارة الالكترونية والاستخدام المتزايد للهواتف الذكية، والتي دفعت السعوديون إلى شراء احتياجاتهم اليومية مثل السلع الغذائية والملابس والإكسسوارات والإلكترونيات وغيرها من التسوق عبر الإنترنت، والتي توفر المزيد من الوقت والجهد عليهم، وتسهل من إتمام عمليات البيع والشراء بشكل سريع مقارنة بالمتاجر التقليدية.
يشهد قطاع التجارة الالكترونية في السعودية ارتفاعاً ملحوظًا في السنوات الماضية، وحققت شعبية كبيرة بالتزامن مع رؤية المملكة 2030، والتي تُعتبر ضمن الركائز الأساسية لها، حيث تهدف الحكومة السعودية إلى زيادة عدد المتاجر الإلكترونية ونمو التجارة عبر الإنترنت بنسبة تصل إلى 80%، مع توقعات بأن يتجاوز سوق التجارة في المملكة 4.8 تريليون دولار.
وقُدر حجم السوق التجاري في السعودية بنحو 7،051 مليون دولار عام 2021، ومن المتوقع أن يشهد معدل نمو سنوي يتجاوز 12.56٪ خلال الفترة من عام 2022 حتى2027، وترغب حكومة المملكة في زيادة نسبة البيع والشراء عبر الإنترنت إلى 70% بحلول عام 2030، كما يتوقع أن تصل القيمة السوقية للتجارة الإلكترونية في السعودية إلى 50 مليار ريال عام 2025.
وتخطط المملكة لاستثمار أكثر من 375 مليار ريال في تعزيز نمو التجارة الالكترونية في المنطقة، نظراً للتطورات التي تحدث في مجال التجارة على مستوى العالم، ما جعلها تتخذ العديد من الإجراءات والتحولات لتحسين هذا القطاع، أبرزها خلق وظائف جديدة في مجال التجارة الالكترونية، ووضع مجموعة من القوانين والشروط التي تنظم سير العملية التجارية وحماية الحقوق والواجبات الخاصة بالتاجر والمستهلك.
باتت التجارة الالكترونية في نمو متزايد وتطور هائل خلال السنوات الأخيرة، بفضل الإمكانيات والمميزات العديدة التي توفرها السعودية للتجار والشركات والأفراد، والتي جعلت من السهل إنشاء مواقع إلكترونية لعرض خدماتهم ومنتجاتهم عليها، لذا فمن المتوقع أن يبلغ عدد المتسوقين عبر الإنترنت نحو 26 مليون شخص بحلول عام 2025.
احتلت السعودية مركزاً متقدماً في سرعة الإنترنت على مستوى العالم، بفضل استثماراتها الهائلة في مجال تطوير البنية التحتية لشبكة الاتصالات والإنترنت خلال السنوات الماضية، والتي تجاوزت 15 مليار دولار، وزادت سرعة الإنترنت بشكل ملحوظ، فضلا عن أنها وفرت خدمة الاتصالات بنسبة 100% للمنازل، وارتفعت نسبة انتشار استخدام الإنترنت في المملكة، حيث وصلت إلى 98.6% من سكانها، وبلغت سرعات التحميل للإنترنت 180.2 ميجا بت في الثانية، لذا فمن السهل استهداف جمهور ضخم من المستخدمين والعملاء عبر الإنترنت.
يساهم تعدد وسائل الدفع الإلكتروني في نمو مجال التجارة عبر الإنترنت بشكل كبير، والتي سهلت من عمليات البيع والشراء مقارنة بطرق الدفع التقليدية، وبات بإمكان أن شخص أن يتسوق عبر الإنترنت ويدفع قيمة مشترياته عبر بوابات الدفع التي توفرها المتاجر الإلكترونية بطريقة بسيطة وسلسة، كما أنها آمنة وموثوقة وتحمي الفرد من التعرض للنصب والاحتيال.
وهناك العديد من طرق الدفع الإلكتروني التي توفرها المملكة مثل الدفع عبر البطاقات البنكية كالفيزا وماستر كارد، والدفع عبر تطبيقات الهواتف الذكية والمحافظ الإلكترونية، مثل محفظة STC باي، كما تتعاون المنصات العالمية مع حكومة المملكة لتوفير أكثر من وسيلة دفع آمنة للتجار لربط متاجرهم بها، وزيادة موثوقية العملاء تجاههم.
الرفاهية الاجتماعية وارتفاع مستوى الدخل يساهم بشكل كبير في نجاح عملية التجارة الالكترونية في السعودية، إذ تدعم القوة الشرائية لمواطني المملكة سوق التجارة عبر الإنترنت، وهناك نسبة عالية من الأفراد يتمكنون من شراء مختلف السلع والمنتجات عبر المتاجر، وساعد انتشار الإنترنت على ذلك أيضاً، كما يتوقع ارتفاع دخل الفرد في المملكة ليتخطى 27 ألف دولار سنويًا في السنوات القادمة، وبالتالي انتعاش سوق التجارة الالكترونية في السعودية.
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في التأثير على التجارة الالكترونية في السعودية، خاصة فيسبوك وإنستغرام وتويتر، وبلغت نسبة زيارات منصات التواصل في المملكة نحو 73% سنوياً، حيث تؤثر هذه المواقع على سلوك الفرد في الاتجاه إلى إتمام عملية الشراء من عدمه، بفضل عمليات التسويق الإلكتروني لمختلف الخدمات والمنتجات، والتقييمات الجيدة للعلامات التجارية المتنوعة، والتي بدورها تؤدي إلى زيادة المبيعات وتحقيق أرباح عالية.
الوسائل التقنية والأدوات التكنولوجية التي تتجه حكومة المملكة إلى تطبيقها في التجارة الالكترونية، من العوامل الهامة التي تميز سوق التجارة عبر الإنترنت، وسيكون لها تأثير هائلاُ في المستقبل، حيث تقوم السعودية بالاعتماد على الأساليب المتطورة مثل روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي في التجارة الالكترونية، من خلال الحصول على البيانات والمعلومات في تفاعلات العملاء على الخدمات والمنتجات المختلفة.
وأيضاً استخدام الهواتف الذكية في إجراء عمليات البيع والشراء وإتمام المدفوعات، فضلا عن إمكانية تسليم المنتجات للعملاء في أسرع وقت ممكن باستخدام الطائرات بدون طيار، ما يساعد على زيادة ثقة العملاء وولائهم تجاه العلامة التجارية المنتجات التي تقدمها وحثهم على الشراء وبالتالي زيادة المبيعات.
هل تريد ترك تعليقا؟
انضم لقائمتنا البريدية لتصلك مواضيع موقعنا مباشرة إلى بريدك الإلكترونى